طموح يتحدى القهر - الجزء الثاني

-- 2 --

حسنا" ..نتوكل على الله ...اشعر ان الله معي في كل خطوة ..ومن شعوري هذا احس بقوة عجيبة تمنحني الاصرار على مواصلة المشوار....

تظهر نتائج القبول ..وكان اسمي في الجامعة المستنصرية.. ..يهنئني الاصدقاء..ويتساءل الاخرون : ياترى هل تستطيع الدوام في الجامعة ؟؟ سؤال خبيث ..ينطوي على تأكيد ان الطريق شائك ولن ينفع اصراري على تجاوز العقبات..

..اقدم اوراقي في الجامعة..اصبح علي ان اجد طريقة للتنسيق بين دوامي في التصنيع العسكري ..ودوامي في الجامعة..

اكتب طلبا" للمدير العام ارجو فيه الموافقة على دوامي بالوردية المسائية من العمل ..كي يتسنى لي الدوام في النهار بالجامعة...يأتي الرد فورا : مرفوض طلبي..

فعلا الطريق مازال شائك امامي..الحرب بدأت بين العراق وايران..التصنيع العسكري مستنفر ..واصبحت الظروف صعبة جدا للحصول على الموافقة..

احاول مع المدير العام يصر على رفضه..يذكرني ..ألم اخبرك ان لاتحلم بالدوام في الكلية ليوم واحد ؟؟؟؟

اتوجه الى الوزير المسؤول حينذاك عن التصنيع العسكري..كان طه ياسين رمضان..اقدم طلبا في مكتبه ارجو فيه الموافقة على دوامي في الوردية المسائية او نقلي الى اي مكان اخر يمكن اداوم فيه مساءا كي يتسنى لي مواصلة الدراسة ...اتفاجأ ثاني يوم ..بسفر الوزير في جولة لدول شرق اسيا..

الايام تمضي والدوام قد بدأ ..وصارت الغيابات تسجل بأسمي في الجامعة..

لأول مرة اجد نفسي اتابع في الاخبار جولة السيد الوزير..انتظر عودته بفارغ الصبر عسى ان ينهي مشكلتي..

تمضي عشرة ايام صرت فيها احلم بمنامي بعودة الوزير..حتى عاد سالما"..اسرعت في اليوم التالي لعودته اراجع مكتب سيادته..اخبروني انهم قدمو طلبي ضمن البريد وغدا تكون النتيجة ..

راجعت النتيجة منذ الصباح..كي يبلغوني انه رفض الطلب مع تقديره الشخصي لطموحي..

يااااااااااااااااااه ..احس بالألم يعتصرني...افقد صوابي ..اشعر بالامل يتلاشى ..لكني على يقين ان الله معي..

اتقدم لمكتب شؤون الطلبة في وزارة الدفاع ..قررت ان اسجل فيه للدراسة على نفقة وزارة الدفاع ..حيث يمكنني الدراسة بشرط عند اتمام الدراسة ، يتوجب التطوع في السلك العسكري ، رغم عدم رغبتي في هذا العمل لكني وجدت نفسي مجبرا عليه كي لا يضيع تعبي ..كي لا احس بالخيبة والفشل في اعماقي..

رحب المكتب بتسجيلي لديه ..لكنه اعتذر حين اخبرتهم اني اعمل في التصنيع العسكري..

اغلقت باب اخرى امامي..

تقدمت الى وزير التعليم العالي..اطلب منه الموافقة على دوامي في الدراسة المسائية للجامعة حيث هناك عدد من العسكريين يداومو ا مساءا في الجامعة..انتظر يومين ..لاسمع الرد..يرفض وزير التعليم طلبي..

اغلقت باب اخرى..يقيني ان الله معي...

الايام تمضي..والغيابات تزداد..والفرصة تتضاءل امامي..الجميع يحاول مواساتي..وانا ارفض العزاء ..لاعزاء يحتوي هول فنائي..اتمنى الموت لكني لا احتمل الفشل..

اخيرا تقدمت بطلب الى الجامعة ارجو فيه الموافقة على منحي تأجيل من السنة الدراسية للعام القادم ..انتظر الرد بعد اسبوع..ليكون الرفض ايضا"..

عندها ..سعيت للحصول على رقم تلفون مكتب رئيس الجمهورية انذاك صدام حسين ..

حصلت على الرقم ..اسبوعا كاملا" اتصل فيه ليلا" ونهارا..اخيرا رد على الهاتف...

تفضل ..هنا مكتب السيد صدام حسين
السلام عليكم ، انا مواطن عراقي لدي مشكلة اريد مقابلة الرئيس لطرحها
حسنا اعطيني اسمك وعنوانك
هذه بياناتي سجلها لديك..
الان احكي لي المشكلة
-- اسرد له مشكلتي باختصار..فيرد علي بتهكم :
ليس لديك مشكلة انت ...هل تريد الدوام في الجامعة ..عندي الحل ..اترك الوظيفة
ياااااااااااه كم هو سهل الحديث ببساطة ..اشعر بالحزن لانه لا يفقه ماذا يقول..

- وهل اصبح ترك الوظيفة متاح بهذه السهولة ؟؟ هل اترك الوظيفة تحت مسؤوليتك انت ؟؟

اعرف ان ترك الوظيفة لاسبوع واحد فان جهاز الامن الخاص كفيل بأعادتي للعمل

-- حسنا ..انا غير مقتنع بمشكلتك لذا لايمكن ان تقابل الرئيس.. انتهى الوقت ...يغلق السماعة من طرفه

..استنفذت جميع الفرص امامي ..لكن يبقى الله معي .احس به ينظر الي..ويكفيني عزاءا" انه ينظر لحالي..

عندها عدت الى عملي ...صمت يطبق علي لا احب ان احكي مع الآخرين..

لا اريد ان افتح جراحي ..لا اريد مواساتي..فكل الدنيا لم تعد تساوي شيئا..كان هناك بصيص بعيد ..عسى ان يمنحني الله فيه الامل..

تمضي الايام والشهور واصبحت رغما عني راسبا في المرحلة الاولى بالجامعة بسبب عدم الحضور..

حتى وصلت الى الشهر الخامس من العام ..اي في اخر شهر من السنة الدراسية ....

عندها تقدمت بطلب للمدير العام..ارجو فيه الموافقة على نقلي الى شركة اخرى غير هذه الشركة ..

سألني : ولماذا تريد النقل ؟؟؟

--لان ظروفي العائلية سيئة وجدت عملا اضافيا يساعدني لأعالة اهلي..واحتاج الدوام في المساء كي يتسنى ممارسة العمل الاضافي نهارا"..

عندها كتب على طلبي ..يتحول للدوام المسائي هنا في الشركة

يتبع